ضغط الدم سؤال وجواب

1ـ ما هي أعراض مرض ارتفاع ضغط الدم؟
 ليس لمرض ارتفاع ضغط الدم أعراض يمكن تشخيص المرض على أساسها. وفي كثير من الأحيان يكتشف المرض بالمصادفة
blood pressureأثناء إجراء الفحص الدوري ، وتشير الدراسات الوبائية في مصر إلى أن حوالي ثلثي المرضى بضغط الدم المرتفع لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض. وبالتالي فالطريقة الوحيدة لتشخيص المرض تكون بقياس ضغط الدم بواسطة الجهاز المعد لذلك ، حيث لا يجب الحكم على ارتفاع الضغط من عدمه من مجرد الاستماع إلى شكوى المريض بخصوص الأعراض التي يشعر بها. إذ أن معظم شكاوي المرضى في هذا الصدد منشؤها الإحساس بالقلق والتوتر والاكتئاب. وقد تكون الشكوى ناتجة عن حدوث مضاعفات للضغط ، وأهمها الشعور بالنهجان وضيق التنفس عند بذل مجهود جسماني، وهي من العلامات الأولى لفشل وظائف البطين الأيسر للقلب. ونادراً ما تصدر الشكوى نتيجة ارتفاع مفاجئ للضغط ، أو نتيجة ظهور أورام بالغدد الصماء أو متاعب بالكليتين ، مما قد يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم.

 2ـ ما هي علاقة الصداع بارتفاع الضغط؟
 الواقع أن السبب الرئيسي لإحساس مرضى الضغط بالصداع هو التوتر العصبي والقلق النفسي. وفي كثير من الحالات تبدأ شكوى
Headaches
المريض من الصداع بعد أن يكتشف حقيقة إصابته بالمرض. ولكن في بعض الأحيان قد يشعر المريض بالصداع عند حدوث ارتفاع شديد ومفاجئ في ضغط الدم ، أو في المراحل المتأخرة من ارتفاع الضغط (أو ما يطلق عليه "ارتفاع ضغط الدم الخبيث" الذي يصحبه ارتفاع في ضغط السائل الدماغي) ، أو عند حدوث فشل في الكليتين (كسبب أو نتيجة للارتفاع الشديد في الضغط) وبدء ظهور أعراض التسمم البولي. وفي هذه الحالات يظهر الصداع عادة في بداية اليوم مع الاستيقاظ من النوم ،ويصيب مؤخرة الرأس . ومن ناحية أخرى ، قد يحدث الصداع نتيجة تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم مثل مضادات الكالسيوم الموسعة للأوعية الدموية ، أو نتيجة الجيوب الأنفية ، عيوب النظر ، أو أورام المخ ، أو الصداع النصفي (الميجرين) الذي يكثر حدوثه لدى مرضى الضغط المرتفع. أما حالات ارتفاع الضغط البسيطة ، فقد بينت الدراسات أن معدل الشكوى من الصداع لا يختلف فيها عن مثيله في الأفراد الأصحاء.

 3ـ ما المقصود بضغط الدم العصبي؟
 لا يوجد مرض يحمل هذا الاسم ، وإنما هو اصطلاح خاطئ علمياً يستعمله البعض لوصف حالات الضغط المتذبذب المصحوب بأعراض توتر وقلق نفسي . بالطبع فإن الضغط عرضة للارتفاع مع الانفعالات والتوترات العصبية الشديدة ، لكن ذلك يحدث في الأصحاء كما يحدث في مرضى الضغط، وإن تفاوتت شدته من فرد إلى آخر ـ وقد تزيد لدى مرضى الضغط . أما ارتفاع ضغط الدم فهو مرض وليس توتراً في الأعصاب ، لذلك فهو يعالج بالعقاقير الخافضة للضغط وليس المهدئات . وهذا ما يفسر عدم الاكتفاء بقراءة واحدة للضغط عند تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم ، إذ قد يكون المريض منفعلاً أو متوتراً أثناء قياس الضغط. لذلك لابد من قياس الضغط عدة مرات وخلال زيارات مختلفة للطبيب. فإذا ما تبين أن الضغط يزيد على الحدود الطبيعية المتفق عليها(140/90 مم زئبق) اعتبر هذا حالة مرضية . وعموماً فإنه عند وجود تذبذب واختلاف في قراءات الضغط المقيسة خلال زيارات متعاقبة لعيادة الطبيب ، ينصح بمراجعة أسباب هذا التذبذب مع المواظبة على قياس الضغط مرة كل 6 شهور على الأقل ، وذلك حسب الحالة. 

 4ـ هل يجب أن يرفع الضغط مع تقدم السن؟ 
old manخلاف للمفهوم الخاطئ الشائع ، لا يوجد ارتفاع لضغط الدم خاص بالمسنين وحدهم. إذ أن زيادة الضغط على حدوده الطبيعية سواء

في المسنين أو في مرحلة عمرية أخرى، يشكل حالة مرضية تستوجب المتابعة والعلاج . وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون ، فإن مضاعفات الضغط المرتفع وتأثيره الضارة على أجهزة الجسم المختلفة تكون أشدة وطأة وأكثر انتشاراً بين المسنين عنها بين صغار السن. ولكن يجب توخي الحذر عند إنقاص الضغط المرتفع في حالة المسنين ، إذ يتعين أن يتم ذلك برفق مع اختيار الأدوية المناسبة. ولعل أحد أسباب للمفاهيم الخاطئة عند ضغط الدم لدى المسنين ، هو زيادة معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن ، خاصة الضغط الانقباضي (السيستولي).

 5ـ أنا مريض بالضغط لكني لا أشعر بأي أعراض ، ماذا سيحدث إذا لم أتناول علاج الضغط؟ 
في غالبية حالات ضغط الدم ، لا يوجد شكوى محددة للمريض إلا إذا حدثت مضاعفات خطيرة للمرض . وقد يصل ارتفاع الضغط في بعض الأحيان إلى مستويات عالية جداً دون أن يشعر المريض بشئ غير عادي ، إلى أن يفاجأ بحقيقة مرضه عن طريق المصادفة البحتة . لذلك فعلاج الضغط المرتفع لا يقصد به تخفيف أو إزالة شكوى المريض ، بل إنه يهدف أساساً إلى منع حدوث المضاعفات المصاحبة للمرض ، والتي تتناسب شدتها ومعدلاتها مع درجة ارتفاع الضغط . فإذا ما أهمل المريض العلاج ، وتوقف عن تناول الدواء ، فإن ضغط الدم يستمر في ارتفاعه ، مما يلحق الضرر بالعديد من أجهزة الجسم . وأخطر مضاعفات الضغط المرتفع على الإطلاق هو حدوث نزيف بالمخ نتيجة انفجار أحد الشرايين داخل الدماغ ، مما يعرض حياة المريض للخطر. وقد يعقب نزيف المخ ، إصابة المريض بالشلل ، أو فقدان النطق طوال حياته. وفي الحالات الشديدة يؤدي نزيف المخ إلى الوفاة . كذلك يعجل الضغط المرتفع بتصلب الشرايين وضيقها وترسب الدهون على جدرانها ، ويزيد من قابلية الدم للتجلط وانسداد الشرايين ، مما يؤدي إلى حدوث جلطة بالمخ يصحبها شلل بالأطراف أو عضلات الوجه. ومن ناحية أخرى ، يتأثر القلب مباشرة بارتفاع ضغط الدم ، فتتضخم جدرانه ويزداد حجم عضلة القلب للتغلب على العبء الزائد المصاحب لارتفاع ضغط الدم فيؤثر تأثيراً سلبياً في وظائف القلب وكفاءته، ويبدأ المريض في الشكوى من كرشة النفس والتعب وعدم المقدرة على بذل أي مجهود. وفي الحالات الشديدة ، لا يستطيع المريض النوم مسطحاً على ظهره ، ويضطر إلى النوم في الوضع جالساً . وقد يتعرض المريض لنوبات من النهجان المفاجئ ، وقد يحتقن الكبد وتتورم القدمان. كذلك قد يحدث تصلب وضيق في الشرايين التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم، فيعاني المريض من آلام حادة بالصدر ـ المعروفة بالذبحة الصدرية. وفي بعض الأحيان قد يتعرض أحد الشرايين التاجية للانسداد ، مما قد يؤدي إلى تدمير جزء من عضلة القلب، أو يفضي للسكتة القلبية والوفاة الفجائية. ويكون مريض الضغط المرتفع عرضة للإصابة بخلل في النظام الكهربي للقلب وعدم انتظام ضربات القلب. وقد يؤدي ارتفاع الضغط أيضاً إلى اتساع الشريان الأورطي وتمدده داخل تجويف الصدر والبطن ، وقد يتعرض جدار الأورطي للتمزق مما يؤدي إلى اندفاع الدم للخارج وانفجار الشريان ووفاة المريض. ومن أعضاء الجسم الأخرى التي تتأثر بصورة مباشرة بارتفاع ضغط الدم ، الكليتان. إذ يؤثر الضغط المرتفع على شرايين الكليتين الدقيقة ، وشيئاً فشيئاً تتلف الحويصلات الكلوية المسئولة عن إدرار البول والتحكم في سوائل الجسم وإخراج السموم. وعادة تنتهي حالات ارتفاع الضغط الشديدة التي لا تعالج بعناية كافية، بإصابة المريض بالفشل الكلوي . كما تتأثر شرايين قاع العين بارتفاع الضغط ، ويحدث نزف وارتشاح في شبكية العين في الحالات المتقدمة ، مما قد يؤثر في القدرة على الإبصار. 

 6ـ هل يمكن للمريض أن يقيس ضغط الدم بنفسه؟وهل يمكن الاعتماد على هذه القراءة؟ 
نعم ... يستطيع المريض أو أحد أفراد أسرته أن يتعلموا الطريقة الصحيحة لقياس الضغط ، ولكن يجب أولاً أن يتأكد الطبيب من أن المريض يتبع تعليمات القياس بدقة ، وأن الجهاز سليم ، حتى يمكن اعتبار القراءات التي يحصل عليها المريض دقيقة ومضبوطة . وفي كل الأحوال ، يتعين على المريض ألا يتخذ أي قرار خاص بإيقاف العلاج أو زيادة جرعة الدواء أو تغييره ، وأن يترك هذا لتقدير الطبيب المعالج. 

 7ـ ما هي الفحوص المعملية والتحاليل التي يلزم إجراؤها لمريض الضغط المرتفع بصفة دورية؟ 
هناك مجموعة من التحاليل والفحوص المعملية التي يجب أن يخضع لها مريض الضغط المرتفع في بداية العلاج. وتشمل هذه الاختبارات الطبيبة كلاً من : رسام القلب الكهربي ـ تحليل كامل للبول ـ تحليل الدم للكشف عن مستوى البولينا والكرياتنين وحمض البوليك والسكر والكوليسترول والبوتاسيوم . وقد سبقت الإشارة إلى أهمية هذه الفحوص. وفي غالبية الحالات يستلزم الأمر تكرار هذه الاختبارات ، بواقع مرة واحدة على الأقل كل سنة. وهناك حالات خاصة قد تستلزم إجراء هذه التحاليل دورياً بمعدل مرة واحدة كل 3-4 شهور، أو أقل ، مثل حالات تدهور وظائف الكلى أو الإصابة بمرض السكر ، أو عند تناول أدوية تؤثر على مستوى البوتاسيوم في الدم (مثل مدرات البول ومثبطات الإنزيم المحول ) أو على مستوى حمض البوليك في الدم (مثل مدرات البول). 

 8ـ عند اكتشاف ارتفاع في ضغط الدم ـ ما هي الخطوة التالية؟
 سبق التنويه إلى ضرورة ألا يعتمد تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم على قراءة واحدة عابره للضغط . لذلك عند اكتشاف زيادة في الضغط على الحدود الطبيعية، يلزم كخطوة أولى إعادة قياس الضغط، ومتابعة الفرد دون إعطاء أي علاج دوائي للضغط ، إلا في حالات ارتفاع الضغط الشديدة والطارئة. ويجب أن ينصح الفرد في هذه الحالة باتباع أسلوب صحي في معيشته عن طريق التخلص من السمنة وممارسة الرياضة ، والإقلال من تناول الكحوليات وملح الطعام ، والإقلاع عن التدخين . فإذا ما تبين في الزيارة التالية لعيادة الطبيب أن الضغط مازال مرتفعاً ، فإن المريض يجب أن يمر بمجموعة الفحوص المعملية السابق الإشارة إليها ، وذلك لاستبعاد الإصابة بأي مشاكل صحية أخرى غير ارتفاع الضغط مثل : مرض البول السكري ، أو زيادة الكوليسترول والدهون بالدم ، أو وجود علة مرضية بالقلب أو الشرايين أو خلل بوظائف الكليتين. وإذا لم تشر الاختبارات المعملية إلى ما يؤكد إصابة المريض بحالة مرضية أخرى خلاف ارتفاع ضغط الدم ،فإنه يجب عدم التسرع بوصف أدوية خافضة للضغط المرتفع إذا كان الارتفاع بسيطاً(140-180 مم زئبق للضغط السيستولي ، 90-105 مم زئبق للضغط الدياستولي). ويتعين على المريض المواظبة على اتباع العلاج غير الدوائي لفترة 6-10 شهور ، خاصة وأن الدراسات تشير إلى أن أكثر من ربع المرضى يعود الضغط لديهم إلى معدلاته الطبيعية خلال هذه الفترة . فإذا ما استمر ارتفاع الضغط بعد تجربة الشهور الستة ـ أو السنة ـ من العلاج غير الدوائي ، فإنه ينصح في هذه الحالة بتناول الأدوية الخافضة للضغط. ويجب أن تقصر الفترة الزمنية فيما بين زيارات المتابعة لعيادة الطبيب قبل اللجوء للعلاج بالأدوية، وذلك في الحالات المصحوبة بأمراض أخرى ، أو الحالات التي يعاني فيها المريض من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم . وفي حالة تعرض المريض لهذه المضاعفات ، يجب المسارعة باستعمال الأدوية دون تأخير ، مع محاولة خفض الضغط المرتفع في غضون أيام أو أسابيع قليلة على الأكثر. 

 9ـ متى يبدأ مفعول الأدوية في خفض الضغط المرتفع؟ 
تحدث العقاقير الخافضة للضغط تأثيرها على عدة مراحل.فخلال ساعات من بداية العلاج الدوائي ينخفض الضغط ، ثم لا يلبث أن يرتفع مرة أخرى ، لكنه يعود فينخفض بدرجة ملحوظة بعد 3 أسابيع في حالة استجابة المريض للعقار. وتحتاج معظم العقاقير المستخدمة في علاج الضغط إلى فترة 1-2 شهر حتى يظهر مفعولها كاملاً ، وحتى تحقق أقصى درجة من الفاعلية في خفض الضغط. لذلك ينصح في حالة عدم الاستجابة للعلاج، بألا يسارع الطبيب إلى تغيير العقار أو زيادة الجرعة قبل مرور ثلاثة أسابيع . وتجدر الإشارة هنا إلى أن درجة الاستجابة للدواء تختلف من مريض إلى آخر ، وأن الأدوية المتاحة حالياً إذا استخدمت بمفردها لا تكون فعالة في خفض الضغط إلى في حوالي خمسين في المائة من المرضى. 

 10 ـ هل يمكن للطبيب تحديد دواء الضغط المناسب للمريض قبل بدء العلاج؟
 سبقت الإشارة إلى أن هناك عدة مجموعات من الأدوية الخافضة للضغط ، وهي تختلف عن بعضها البعض في طريق تأثيرها . وفي كثير من الأحيان يمكن اختيار دواء الضغط المناسب لحالة المريض، خاصة إذا صاحب ارتفاع الضغط ظهور الأمراض الأخرى الشائعة في مثل هذه الحالات ، كأمراض القلب والسكر والكلى والشرايين ، أو عند إصابة المريض بأمراض أخرى تستوجب علاجاً خاصة كالربو الشعبي أو تضخم البروستاتا أو الصداع النصفي . كذلك يتوقف اختيار الدواء المناسب على عوامل أخرى مثل سن المريض ، وشدة ارتفاع الضغط ، ودرجة نشاط القلب، ووجود سمنة مفرطة من عدمه ، والحالة النفسية للمريض . إذ يتباين تأثير الأدوية الخافضة للضغط على أجهزة الجسم المختلفة حسب العوامل السابقة.

 11ـ هل يمكن للمريض الانقطاع عن تناول أدوية الضغط؟ 
ذكرنا من قبل أن الأدوية المستخدمة لخفض ضغط الدم المرتفع لا تعالج سبب ارتفاع الضغط ، ولكنها تقوم فقط بإنقاص الضغط
pharmaceutical
والعودة به إلى الحدود الطبيعية مما يمنع ظهور مضاعفاته. لذلك فإن التوقف عن تناول العلاج سيؤدي إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى . ولن يشعر المريض بذلك إلا إذا بدأت المضاعفات في الظهور. لذلك يتعين على المريض ألا يتوقف عن تناول العلاج حتى إذا أصبح مستوى الضغط طبيعياً . وكما أسلفنا ، فإن الخطوة الأولى يجب اتباعها قبل بدء العلاج الدوائي للضغط هي التأكد من ارتفاع الضغط عبر زيارات عديدة لعيادة الطبيب ، مع متابعة قياس الضغط على مدى عدة شهور . وقد تبين أن غالبية الحالات التي لا يعاود فيها الضغط ارتفاعه بعد إيقاف العلاج ، هي حالات تعجل الطبيب في تشخيصها ووصف الدواء دون داع ، ودون أن يضع الحالة تحت الملاحظة والمتابعة لفترة زمنية معقولة . وكان مآل الضغط في هذه الحالات الأخيرة إلى الانخفاض دون أدوية خلال الزيارات المتكررة للطبيب.

 12 ـ ما هي الآثار الجانبية المتوقعة لاستخدام أدوية الضغط؟ 
تختلف طبيعة الآثار الجانبية لأدوية الضغط حسب نوع الدواء وحسب المريض نفسه. فمثلاً يشكو المريض من النعاس والكسل والرغبة في النوم والشعور بالإرهاق عند تناوله الأدوية المثبطة لنشاط الجهاز العصبي السمبثاوي ،وتظهر الكحة الجافة والشرقة والشعور بأكلان في الحلق نتيجة استعمال مثبطات الإنزيم المحول ، بينما تزداد ضربات القلب ويتعرض المريض للدوخة عند الوقوف ويكثر عدد مرات التبول مع تناول مدرات البول ، أما احمرار الوجه والصداع وتورم القدمين والإمساك فهي الأعراض المصاحبة لتناول مضادات الكالسيوم. 

 13ـ هل لأدوية الضغط أي تأثير على الحالة النفسية؟ 
من المشاكل الصحية المزعجة والآثار الجانبية المهمة المترتبة على تناول المرضى من الذكور لأدوية الضغط ، ضعف الانتصاب أو فقدان القدرة على الانتصاب أو استمراره . وتختلف حدة هذه المشاكل من فرد لآخر وحسب نوع المجموعة الدوائية الخافضة للضغط. ولكن يجب التنويه هنا إلى أهمية العامل النفسي. إذ تبين أن حوالي عشرة في المائة من مرضى الضغط المرتفع من الشباب تتأثر حالتهم الجنسية والقدرة على الانتصاب لديهم عند تناولهم مستحضرات شبيهة بالدواء في الشكل والمذاق دون أن تحتوي على أي مادة كميائية فعالة ـ كأقراص النشا مثلاً ـ تحت تأثير الإيحاء الذاتي. هذا مما يؤكد خطورة الدور الذي يلعبه العامل النفسي في الحالة الجنسية للفرد. وعموماً تتأثر القدرة الجنسية والانتصاب لدى مريض الضغط بصورة أكبر عند استعمال مدرات البول ومضادات الجهاز العصبي السمبثاوي ، وذلك بالمقارنة بغيرهما من العقاقير الخافضة للضغط. 

 14ـ كم يتكلف علاج ضغط الدم المرتفع؟ 
تختلف تكلفة علاج ارتفاع الضغط تبعاً لنوع العقار المستخدم. إذ تعتبر مدرات البول مثلاً هي أرخص الأدوية الخافضة للضغط، وتليها في ذلك مضادات المستقبلات البائية. أما أغلى الأدوية فهي مضادات الكالسيوم. وعند حساب التكلفة الإجمالية للعلاج ، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أتعاب الطبيب وتكاليف الفحوص المعملية التي قد تتفاوت تبعاً لنوع الدواء المستخدم. 

 15ـ هل هناك أطعمة معينة يحظر على مريض الضغط تناولها؟
pizza نعم ...إذ يجب على مريض الضغط الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بملح الطعام مثل جميع أنواع الجبن والبيتزا والأغذية
المحفوظة والمعلبات ، والكاتشب والمخللات والشيبسي ، والمكسرات المملحة. كذلك يجب الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية التي تسبب زيادة وزن الجسم مثل جميع أنواع الدهون والزيوت والمشروبات المحلاة والفطائر والعجائن والجاتوهات واللبن كامل الدسم ومنتجاته ، إلى جانب عدم تناول المشروبات الكحولية أو الإقلال منه بقدر الإمكان.

 16 ـ هل يوجد للأعشاب دور في علاج ارتفاع ضغط الدم؟
 لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي يؤيد استعمال الأعشاب في علاج ارتفاع ضغط الدم وننصح مرضى الضغط بالاحتراس مما
herbs
يسمعونه من ادعاءات بخصوص التوصل إلى اكتشافات أو وسائل جديدة لعلاج الضغط المرتفع .فأدوية علاج الضغط هي كيماويات معروفة تمت تجربتها طويلاً حتى ثبت صلاحيتها وفاعليتها وعدم وجود آثار ضارة لها في جسم الإنسان. والمعروف أن أي دواء جديد لا يمكن أن يصرح بتداوله إلا بعد أن يمر بمراحل اختبار عديدة. إذ تتم تجربته أولاً على حيوانات التجارب ثم على المتطوعين من البشر ــ وذلك بعد التأكد من خلوه من أي آثار سامة ـ ثم يجري تطبيقه على المرضى في تجارب محكمة تقارن فيها فاعلية الدواء الجديد مع أقراص شبيهة بالدواء لكنها خالية من أي مادة كيميائية فعالة ، دون أن يعرف المريض والطبيب المعالج نوع الدواء المستخدم . ويراعي أن تتم التجارب على أعداد كبيرة من المرضى وباستخدام جرعات مختلفة من الدواء، مع قياس مكونات الدم ووظائف أجهزة الجسم المختلفة . وبعد الاطمئنان إلى فاعلية الدواء وصلاحيته للاستخدام الآمن على المدى القصير والبعيد، يصرح بتداوله على نطاق واسع.

 17 ـ هل يفيد الثوم والكركديه في علاج الضغط المرتفع؟
 ليس هناك دور لمشروب الكركديه في علاج ارتفاع الضغط ، كما أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على فاعلية الثوم في خفض الضغط المرتفع ، لذلك ننصح المرضى باستخدام أدوية الضغط التي تم اختبارها وثبتت فاعليتها ، وألا يلتفتوا كثيراً إلى ما يتناقله البعض في هذا الخصوص ، وتروج له أحياناً وسائل الإعلام.

 18ـ هل يجب تناول أقراص البوتاسيوم لتعويض الجسم عما يفقده من هذا العنصر عند العلاج بمدرات البول؟ 
لا ننصح بتناول مركبات البوتاسيوم عند استخدام مدرات البول لعلاج ارتفاع ضغط الدم ، إذ أن هذه المركبات لها آثار جانبية ضارة على الجهاز الهضمي ، هذا فضلاً عن الآثار السامة التي تصحب ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم. لذلك لا يفضل تناول مركبات البوتاسيوم إلا في حالات خاصة ، مثلاً عند وجود نقص واضح في مستوى البوتاسيوم يظهر في تحليل الدم ، أو في حالة مرضى القلب الذين يستخدمون عقار الديجوكسين. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الأدوية الخافضة للضغط مثل مثبطات الإنزيم المحول ، تحول دون خروج البوتاسيوم من الجسم ، لذلك من الخطر إعطاء مركبات البوتاسيوم مع هذه العقاقير . وعموماً ، يراعى عند وصف مركبات البوتاسيوم لمريض الضغط ، أن تتم مراقبة مستوى البوتاسيوم في الدم بانتظام.

 19 ـ هل تسبب مدرات البول متاعب للكلى؟ 
هذا أحد المعتقدات الخاطئة . إذ أن مدرات البول لا تضر الكلى ، بل على العكس هي تساعدها في التخلص من سموم الجسم . ولكن تبين أنه في حالات الفشل الكلوي تفقد بعض مدرات البول (من فصيلة الثيازيد) فاعليتها في إدرار البول وخفض الضغط. لذلك يجب اللجوء إلى مدرات للبول من نوع معين لخفض ضغط الدم ، إذا كان المريض يعاني من فشل كلوي متقدم.

 20 ـ هل يجوز لمريض الضغط أن يتناول القهوة والشاي؟
 نعم ...يمكنه ذلك ، فلا يوجد مانع من شرب القهوة والشاي . ورغم أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة أو الشاي قد تسبب ارتفاعاً في الضغط فيمن لم يعتد تناولها ، إلا أنه ارتفاع مؤقت سرعان ما يزول. لذلك يمكن القول إن تناول هذه المنبهات يومياً لا يتعارض مع علاج الضغط أو يؤدي إلى ارتفاعه من جديد. 

 21ـ هل يختلف مستوى ضغط الدم الذي يهدف العلاج للوصول إليه من مريض لآخر؟
 نعم ...فهناك حالات يجب خفض الضغط فيها إلى مستويات أقل من المعتاد ، مثلما يحدث في حالة ارتفاع الضغط المصاحب لمرض السكر ، أو في حالة مرضى الضغط من الزنوج ذوي البشرة السوداء. ومن ناحية أخرى ، يتم خفض الضغط ببطء وبحذر شديد إلى مستويات أعلى من المعتاد في حالات ارتفاع الضغط المفاجئ والشديد لدى المرضى المسنين.

 22ـ هل يمكن الشفاء من مرض ضغط الدم المرتفع؟
 نعم ...... يمكن ذلك في الحالات النادرة من ارتفاع ضغط الدم الثانوي ، مثل أورام الغدة فوق الكلية يفصيها أو ضيق الشريان الكلوي أو ضيق الأورطى عند الأطفال ، وهي الحالات التي يمكن علاجها جراحياً. أما حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي فلا يمكن الشفاء منها تماماً ، ويتعين على المريض المواظبة على تناول العلاج باستمرار. إلا أنه قد يحدث في حالات نادرة من ارتفاع الضغط الأولي أن يصاب المريض بجلطة في الشريان التاجي أو في المخ (كأحد مضاعفات الضغط) مما قد يؤدي إلى الشفاء من الضغط . كذلك فإن حالات الارتفاع المؤقت في الضغط الذي يحدث عقب أجراء بعض العمليات الجراحية في القلب ، أو الذي يصاحب ظهور بعض الأورام في المخ ، قابلة للشفاء بعد زوال سبب ارتفاع الضغط.