أسباب ارتفاع ضغط الدم ـ2

الكحول:
تزداد معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الإسراف في تناول المشروبات الكحولية . وهناك علاقة مؤكدة بين معدل استهلاك الكحول وارتفاع الضغط ، إذ أنه عند تجاوز كمية محددة من الكحول يأخذ الضغط في الارتفاع . ويحدث الكحول تأثيره في زيادة الضغط عن طريق تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي ، بالإضافة إلى حجز الماء في الجسم ،ومع ذلك ، فالاستعداد الوراثي يلعب دوراً مهماً في زيادة قابلية مدمني الكحوليات للإصابة بضغط المرتفع.
التوتر والقلق العصبي:
يزيد ضغط الدم زيادة كبيرة في حالة الانفعالات الشديد المفاجئ. غير أن هذه الزيادة تكون مؤقتة في معظم الحالات ، حيث سرعان
stress
ما ينخفض الضغط ويعود إلى معدلاته الطبيعية عند الاسترخاء. ومع ذلك فوجود المرء في جو مشحون دائماً بالانفعالات قد لا يعطي الضغط الفرصة الكافية للانخفاض مرة أخرى . كذلك فإن الضغوط النفسية والاجتماعية المستمرة قد تصحبها زيادة مزمنة في ضغط الدم . وقد أثبتت الدراسات المختلفة التي أجريت على حيوانات التجارب ، إلى جانب الدراسات البيئية والسكانية ، أن العزلة الاجتماعية والافتقاد إلى الدفء الاجتماعي والأسري والأصدقاء الأوفياء ، قد تترك بصماتها في صورة زيادة في معدل الإصابة بضغط الدم المرتفع . كذلك لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض في حالات عدم الوفاق الأسري واحتدام الخلافات بين الزوجين . ومن ناحية أخرى تبين أن مرض ارتفاع الضغط يكون أكثر انتشاراً بين الطبقات الفقيرة أو المتوسطة الحال ، خاصة مع وجود الضغوط الزائدة في العمل وزيادة معدلات البطالة . أما في المجتمعات الغربية ، فإن ارتفاع الضغط تزداد معدلاته بين الأفراد الأميين أو ذوي التعليم المحدود ، أو بين أصحاب الطموحات الزائدة الذين تحول إمكانياتهم المادية أو الذهنية المحدودة دون بلوغهم هذه الطموحات.
التلوث البيئي:
ثبت أن زيادة نسبة عنصر الرصاص في مياه الشرب أو في الهواء قد يصحبها ارتفاع في معدلات الإصابة بضغط الدم المرتفع . كذلك فإن التلوث السمعي وازدياد الضجيج والضوضاء قد يسبب ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي
وهو ، كما ذكرنا ، يشكل نسبة ضئيلة (أقل من 5%) من حالات ارتفاع ضغط الدم . وينتج ارتفاع الضغط الثانوي من سبب مرضي معروف ، أو حالات مرضية خاصة . وتعد أمراض الكليتين من أهم الأسباب المرضية ، غير أنه في أحوال نادرة يحدث ارتفاع الضغط نتيجة مرض بالغدد الصماء ، أو ضيق خلقي بالشريان الأورطي عند الأطفال . ومن الأسباب المعروفة أيضاً تناول العقاقير المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم.

أـ أمراض الكليتين:
ترتبط الكلى ارتباطاً وثيقاً بضغط الدم ، فهي تلعب دوراً أساسياً في التحكم في كمية الأملاح والسوائل في الجسم ، وينتج ارتفاع الضغط من الأمراض التي تصيب الشرايين الكلوية أو أنسجة الكلية نفسها ، أو بسبب حدوث فشل كلوي.
أمراض شرايين الكليتين:
من أسباب ارتفاع ضغط الدم ضيق الشريان الكلوي الذي يغذي الكلية بالدم ، وقد ينشأ هذا الضيق نتيجة عيب خلقي في أنسجة الشريان الكلوي ، وهو يظهر عادة في الإناث في سن العشرين حيث يصيب الكليتين معاً ، ويؤدي إلى ارتفاع شديد في الضغط لا يستجيب للعلاج. وفي بعض الحالات يصحب هذا الضيق تدهور في وظائف الكلى.
وهناك سبب آخر ـ ربما أكثر شيوعاً ـ لضيق الشريان الكلوي ، وهو حدوث تصلب بالشريان إلى جانب وجود ترسبات دهنية وتليف وتكلس في أحد الشرايين الرئيسية للكلى. وتظهر هذه الحالة بصفة خاصة في الرجال فوق سن الخمسين ، وتصحبها علامات تصلب الشرايين في أجزاء أخرى من الجسم مثل الشرايين التاجية أو شرايين العنق أو الأطراف . ويعد مرض البول السكري من الأسباب الرئيسية المعجلة بحدوث تصلب شرايين الكلى.
أمراض النسيج الكلوي:
وهي تضم قائمة طويلة من أمراض الكلى الخلقية والمكتسبة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم . ومن هذه الأمراض : ضمور الكلية الخلقي أو وجود أكياس خلقية بالكليتين ، حدوث التهابات مرضية بالكليتين نتيجة إصابة ميكروبية ، أو خلل في الجهاز المناعي للجسم مثل مرض الذئبة الحمراء وهو أحد أمراض النسيج الضام للكلى ، انسداد الحالب أو قناة مجرى البول ، أورام الكلى ، الإصابة المختلفة التي تتعرض لها الكلى ، خاصة التي تؤدي إلى نشوء تجمع دموي حول الكلية أو تحدث ضغطاً على الشرايين الكلوية ، فشل الكليتين المزمن.

ب ـ أمراض الغدد الصماء:
أمراض الغدة فوق الكلية:
1ـ مرض كون : تقوم الغدة فوق الكلية (الكظرية) بإفراز هرمون الألدوستيرون المسئول عن تنظيم خروج عنصري الصوديوم والبوتاسيوم من الكليتين وتؤدي زيادة إفراز هذه الهرمون ، نتيجة تكاثر الخلايا أو وجود ورم بهذه الغدة ، إلى ارتفاع الضغط وازدياد حجز الملح في الجسم . كذلك يؤدي فرط إفراز الهرمون إلى ازدياد مستوى عنصر البوتاسيوم في البول ، مما يترتب عليه انخفاض مستوى هذه العنصر في الدم ، ويصحب هذه ارتخاء وضعف في العضلات وازدياد قليوة الدم . ويطلق على هذه الأعراض في مجموعها اسم "مرض كون".
2ـ مرض كوشنج :تقوم قشرة الغدة فوق الكلية أيضاً بإفراز مجموعة هرمون الكورتيزون المنظم لعمليات تمثيل النشويات والدهون والبروتينات . وقد تحدث زيادة في إفراز الكورتيزون ومشتقاته نتيجة وجود أورام بالغدة فوق الكلية ، أو بسبب اختلال تتعرض له الأنسجة المختصة بإفراز هذه الهرمونات نتيجة وجود ورم بالغدة النخامية ، ويؤدي فرط إفراز الكورتيزون إلى ارتفاع في ضغط الدم مصحوب بسمنة مفرطة من نوع خاص. إذ تتميز هذه السمنة بتجمع الشحم في منطقة الرقبة والكتفين وجدار الصدر والبطن والوجه مع نحافة بالأطراف وزيادة في هشاشة العظم وترقق الجلد وازدياد قابليته للنزف وحدوث تجمعات دموية أسفله ، وارتفاع مستوى السكر في الدم ، وكثرة الإصابة بالعدوى الميكروبية.
3ـ مرض الفيوكروموسيتوما : هذا سبب نادر لارتفاع الضغط نتيجة ظهور ورم بالخلايا التي تفرز هرمون الأدرينالين ، مما يؤدي إلى ارتفاع في الضغط شديد التذبذب ، فقد يصل الضغط فجأة إلى مستويات عالية ثم لا يلبث أن ينخفض فجأة أيضاً ، ويصحب هذا الارتفاع في ضغط الدم صداع شديد ، وازدياد في سرعة وقوة ضربات القلب , ونزول عرق غزير . وقد تحدث أحياناً آلام في البطن ، وشحوب في الجد , ورعشة في الأطراف مع الإحساس بالتوتر الزائد أو الخوف.

جـ ـ تناول العقاقير الرافعة للضغط:
هناك عدد كبير من العقاقير الكيميائية يؤدي تناولها إلى ارتفاع ضغط الدم ، خاصة بين الأفراد ذوي الاستعداد الوراثي للإصابة بضغط الدم المرتفع . وفي حالة تناول مرضى الضغط الدم المرتفع لهذه الأدوية ، فقد يؤدي هذا إلى عدم استجابة الضغط المرتفع للعلاج. لذلك يجب على الطبيب المعالج أن يستفسر عما إذا كان المريض يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ، حتى لا يصف له أدوية تضره بدلاً من أن تفيده.
ــ تشتمل قائمة العقاقير الرافعة لضغط الدم على :
1ـ حبوب منع الحمل.
2ـ بعض العقاقير المستخدمة في علاج الروماتيزم والمضادة للالتهاب الروماتيزمية مثل الإندوسيد والبروفين والفولتارين.
drugs

3ـ عقار الكورتيزون ومشتقاته ، حيث أن استخدام هذه العقاقير بكميات كبيرة ولفترات طويلة لعلاج الروماتيزم والحساسية والأمراض الجلدية والربو الشعبي قد يؤدي لارتفاع الضغط.
4ـ الأدوية المحتوية على منشطات للجهاز العصبي السمبثاوي مثل مشتقات الأدرينالين والنور أدرينالين ، حيث تعمل على انقباض الأوعية الدموية . وتستخدم هذه الأدوية في علاج الزكام ونزلات البرد والكحة والربو الشعبي والسمنة.
5ـ بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض النفسية.
6ـ مركبات الأرجوت التي تستخدم في علاج الصداع النصفي.
7ـ عقار السيكلوسبورين المستخدم بعد إجراء عمليات زرع الأعضاء مثل الكلى ، وذلك لمنع لفظ الجسم للعضو المنزرع.
8ـ مادة الكوكايين.

دـ أسباب أخرى لارتفاع الضغط:
وهذه تتضمن ما يلي:
1ـ زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية ، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الانقباضي(السيستولي) . ويصاحب هذا أعراض أخرى ، مثل العصبية الزائدة ، وفقدان الوزن، وكثرة إفراز العرق، وازدياد سرعة ضربات القلب.
2ـ زيادة إفراز هرمون النمو نتيجة وجود ورم بالغدة النخامية ، مما يؤدي إلى تضخم في الأطراف وعظام الفك ، وضعف في العضلات ، وظهور مرض السكر.
3ـ قد يرتفع الضغط فجأة عقب العمليات الجراحية الخاصة بالقلب المفتوح ، وذلك نتيجة زيادة نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي.
4ـ الإصابة بأمراض الجهاز العصبي ، مثل الأورام التي تصيب الفص الخلفي للمخ وأورام المخيخ.
5ـ التصلب الشديد للشريان الأورطي داخل الصدر، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الانقباضي.