المرض عند الحوامل والمسنين والأطفال

أولاً : ارتفاع ضغط الدم عند الحوامل :
يتأثر مستوى ضغط الدم أثناء فترة الحمل ، فيميل للانخفاض تدريجياً حتى يصل إلى أدنى قيمة له فيما بين الشهرين الخامس والسابع. ويصل الانخفاض في الضغط الانقباضي عند معدله السابق للحمل إلى حوالي 9مم زئبق ، بينما يتعرض الضغط الانبساطي لانخفاض
pregnant woman
أكبر يقدر بحوالي 17 مم زئبق . أما ارتفاع ضغط الدم فيظهر كأحد مضاعفات الحمل عند 18% من السيدات . وتزداد نسبة وفيات الأجنة مع ارتفاع الضغط الانبساطي عن 90 مم زئبق.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك ثلاثة أنواع لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ، وهي : ارتفاع الضغط الناتج من تسمم الحمل ، ارتفاع الضغط المؤقت الذي يختفي بعد الولادة ، ارتفاع الضغط المزمن الذي يسبق أو يتبع الحمل.
1ـ ارتفاع الضغط نتيجة تسمم الحمل.
وهو يحدث في حوالي 5ـ 10% من حالات الحمل خاصة مع الحمل لأول مرة، ويكون ظهوره عادة بعد الشهر الخامس. وبالإضافة إلى ارتفاع الضغط ، تشكو السيدة المصابة من حدوث تورم بالجسم حيث يظهر الزلال عند تحليل عينة من البول ، كما تحدث اضطرابات في وظائف الكبد وتجلط الدم. وفي حالات تسمم الحمل الشديدة تحدث تشنجات في الأطراف.
2ـ ارتفاع الضغط المؤقت:
يتعرض ضغط الدم للارتفاع خلال الشهور الأخيرة للحمل ، إلا أنه لا يلبث أن يعود إلى حدوده الطبيعية في غضون عشرة أيام بعد الولادة . وقد يتكرر ارتفاع الضغط بنفس الصورة مع حالات الحمل التالية ، وهنا تصبح السيدة عرضة لإصابة دائمة بضغط الدم المرتفع.
3ـ ارتفاع الضغط المزمن:
قد تصاب بعض السيدات بارتفاع في ضغط الدم أثناء أو قبل فترة الحمل ، ويكتشف الطبيب الأمر بالمصادفة . ويعتمد تشخيص هذه الحالة على حدوث ارتفاع الضغط قبل الشهر الخامس من الحمل. وعادة ما يعود الضغط إلى معدلاته الطبيعية في الشهور التالية من الحمل.وفي معظم الأحيان يكون ارتفاع الضغط في هذه الحالات من النوع الأولي، حيث نادراً ما يوجد سبب واضح للضغط المرتفع.

ثانياً: ارتفاع ضغط الدم عند المسنين:
تزداد معدلات الإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع مع تقدم السن ، حيث يعاني حوالي 60% ممن تعدوا سن الستين من ارتفاع ضغط الدم. وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن ارتفاع الضغط في السن المتقدمة يعتبر حالة مرضية تستوجب المتابعة والعلاج، وجدير بالذكر أيضاً أن المسنين أكثر عرضة من الشباب لمضاعفات الضغط المرتفع. وتشكل حالات الضغط الانقباضي(السيستولي) جزءاً كبيراً من حالات الضغط المرتفع عند المسنين.
ومن ناحية أخرى ، هناك مجموعة من العوامل يجب وضعها في الاعتبار عند علاج مرضى الضغط المسنين، والتي قد تزيد من
old man
حساسيتهم للأدوية الخافضة للضغط. من هذه العوامل:تدهور و ظائف الكبد والكليتين، وعدم قدرة المسنين على تحمل الانخفاض المفاجئ للضغط ، واحتمال إصابتهم بأمراض أخرى قد تستدعي عناية خاصة، مثل مرض البول السكري وأمراض القلب والروماتيزم المفصلي.
ونظراً للزيادة المطردة في متوسط الأعمار في مختلف بلاد العالم، ومن بينها مصر ، فإنه من المتوقع ارتفاع عدد المسنين في المجتمع ، مما سيجعل مرض ارتفاع الضغط المرتبط بتقدم العمر أحد المشاكل الصحية المهمة في السنين القادمة . وقد أثبتت الدراسات الحديثة أهمية علاج ارتفاع الضغط لدى كبار السن ، وضرورة العودة به إلى الحدود الطبيعية.

أسباب زيادة معدلات الإصابة بارتفاع الضغط عند المسنين:
مع تقدم العمر يطرأ التغير على أنسجة الجسم المختلفة ، فتفقد الأنسجة مرونتها الطبيعية وتتحول البروتينات المطاطة (الايلاستين) إلى بروتينات ليفية أكثر صلابة. وظهور هذه التغيرات في جدران الشريان الأورطي الرئيسي وفروعه ، يؤدي إلى زيادة الضغط الانقباضي (السيستولي). كذلك تتأثر حساسية الجهاز العصبي اللاإرادي ـ المسئول عن موازنة الضغط ـ بالتقدم في السن . إذ تقل هذه الحساسية تدريجياً، فيصبح الشخص المسن عرضة لتغيرات الضغط وتقلباته، ويفقد سيطرته عليها تماماً. فمثلاً ينخفض الضغط لديه عند الانتقال من وضع الجلوس إلى وضع الوقوف، وتزداد حساسيته لملح الطعام . من ناحية أخرى ، يزاد الميل للسمنة واختزان الشحوم بالجسم مع تقدم العمر، مما يساعد بدوره على ارتفاع الضغط . كذلك تتدهور وظائف الكليتين وتضعف قدرتها على تركيز أو تخفيف البول ، كما يكثر الأدوية المضادة لآلام الروماتيزمية التي تنشر بين المسنين ـ وكل هذا يعمل على زيادة ضغط الدم.

خواص ضغط الدم المرتفع عند المسنين:
يتسم ضغط الدم المرتفع لدى كبار السن بما يلي :
ـــ صعوبة الحصول على قراءات دقيقة للضغط إذا لم ينتبه الطبيب عند القياس إلى أن تصلب الشرايين قد يحول دون اختفاء النبض عند الضغط على الشريان ، حيث إن هذا قد يعطى انطباعاً غير حقيقي بارتفاع الضغط مما يعرف بارتفاع الضغط الكاذب.
ـــ انخفاض الضغط بصورة حادة عند الانتقال المفاجئ من وضع الرقاد أو الجلوس إلى وضع الوقوف . ويحدث هذا في حوالي 18% من مرضى الضغط المسنين.
ـــ زيادة تعرض الضغط للتغير والتأرجح . إذ يفاجأ الطبيب بتغيرات سريعة في قراءات الضغط من يوم لآخر ، بل من ساعة لأخرى . وهذا يستدعي من الطبيب ألا يسارع بتعديل نظام العلاج قبل التأكد من استمرار ارتفاع الضغط لفترة طويلة . ويعزى تذبذب الضغط لأسباب أهما فقدان الجهاز العصبي المسئول عن موازنة الضغط لحساسيته الطبيعية ، وضعف رد الفعل المنعكس العصبي الصادر من الشريان الأورطي وشرايين العنق، بالإضافة إلى زيادة حساسية الضغط لمستوى ملح الطعام بالجسم ، وتأثر الضغط وانخفاضه عقب الأكل وامتلاء المعدة.
ـــ زيادة نسبة حدوث مضاعفات الضغط المرتفع بين المسنين. فالقلب يصبح أكثر عرضة للتضخم والإصابة بضيق الشرايين التاجية ، مما يؤدي إلى تدهور وظائفه وحدوث هبوط بالقلب. والشريان الأورطي، خاصة في منطقة البطن ، يزداد تعرضه للتمدد والاتساع (أنيوريزم)، أما شرايين العنق والأطراف فيصيبها التصلب والضيق. وتتدهور وظائف الكلى ، ويرتفع مستوى الكرياتنين في الدم ، كما تتأثر شرايين قاع العين بدرجة كبيرة.

إرشادات خاصة بعلاج الضغط المرتفع عن المسنين:
ــ يجب على الطبيب في البداية أن يقيم الحالة الصحية العامة للمريض المسن بصورة مفصلة ، وأن يتعرف على حالة القلب والكلى والشرايين والمخ ، ويتأكد مما إذا كانت هناك أمراض أخرى يعاني منها المريض. كما أنه من الضروري الاطلاع على أنواع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض ، ومراعاة قياس ضغط الدم بدقة وعناية والمريض في وضع الرقاد ، ثم وهو في وضع الوقوف.
ــ يجب توخي الحذر إزاء حساسية المرضى المسنين الزائدة للأدوية. لذلك ينصح باستعمال جرعات صغيرة من الدواء في بداية العلاج ، وإذا لزم الأمر تزداد الجرعات تدريجياً على مدى أسابيع , ويتم تعديل الجرعات حسب قراءة مستوى الضغط والمريض في الوضع واقفاً.
ــ ضرورة مراقبة وظائف الكليتين ومستوى الأملاح في الدم عند تناول المريض لمدرات البول ، أو مثبطات الإنزيم المحول.
تجنب استخدام الأدوية الخافضة للضغط التي قد يصحبها انخفاض شديد في ضغط الدم عند وقوف المريض ، مثل مضادات النشاط العصبي السمبثاوي. وهذه الأدوية قد تسبب أيضاً شعوراً بالاكتئاب أو فقدان القدرة على التركيز ،وتدهوراً في مستوى الوعي واليقظة.
ــ ضرورة مراعاة الآثار الجانبية للأدوية ، حيث تتضاعف هذه الآثار في حالة المرضى المسنين ، أو تصبح ثلاثة أمثالها ، مقارنة بالمرضى من صغار السن.

ثالثاً: ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال:
من المعروف أن مستوى ضغط الدم يقل في صغار السن عنه في الكبار ، وأنه يزداد تدريجياً مع التقدم في العمر خلال العقدين الأولين من حياة الإنسان. لذلك يختلف تعريف مرض ضغط الدم المرتفع في حالة الأطفال عنه في حالة الكبار ، نظراً لانخفاض
sick
الحدود الطبيعية للضغط في الحالة الأولى . وعموماً ، فإن ارتفاع الضغط من الأمراض النادرة الحدوث لدى الأطفال.

ـــ من الملاحظ أن الارتفاع الكبير في ضغط الدم في السن الصغيرة الذي يتم علاجه بتناول الأدوية الخافضة للضغط ، يكون عادة من النوع الثانوي، مما يتطلب إجراء مزيد من الفحوص لمعرفة السبب.

قياس ضغط الدم عند الأطفال:
يستلزم الأمر في هذه الحالة استخدام وسادة ضاغطة ومثانة مطاطية ذات حجم صغير لتناسب ذراع الطفل. كما يجب مراعاة أن طريقة قياس الضغط الانبساطي (الدياستولي) تختلف في الأطفال عنها في الكبار.

نسبة انتشار ضغط الدم المرتفع في الأطفال:
إذا اعتبرنا ضغط الدم المرتفع هو ما يساوي ، أو يزيد على 140/90مم زئبق، فإنه يمكننا القول بأن أقل من 1% من الأطفال بين سن الخامسة والثامنة عشرة مصابون بهذا المرض.

أسباب ارتفاع ضغط الدم في الأطفال:
من الثابت علمياً أن ارتفاع ضغط الدم من النوع الأولي نادر الحدوث بين الأطفال ، حيث تحدث معظم الحالات خاصة الشديدة منها نتيجة الارتفاع الثانوي في الضغط الناتج عن حالة مرضية بالجسم. وفيما يلي نسرد قائمة ببعض أسباب ارتفاع ضغط الدم في الأطفال :
من الثابت عملياً ضغط الدم من النوع الأولي نادر الحدوث بين الأطفال ، حيث تحدث معظم الحالات خاصة الشديدة منها نتيجة الارتفاع الثانوي في الضغط الناتج عن حالة مرضية بالجسم. وفيما يلي نسرد قائمة ببعض أسباب ارتفاع ضغط الدم في الأطفال:
ــ أمراض الكليتين الخلقية والمكتسبة.
ــ الضيق الخلقي للشريان الأورطي.
ــ ضيق الشريان الكلوي.
ــ أورام الجهاز العصبي.
ــ أورام الغدة فوق الكلية.