الفحوص الإكلينيكية والمعملية

تهدف هذه الفحوص إلى التأكد مما يلي:
1ـ حدوث ارتفاع ضغط الدم وتحديد شدته.
2ـ ظهور أية مضاعفات لضغط الدم المرتفع ومعرفة مدى تأثر أجهزة الجسم بها.
3ـ وجود أية عوامل أخرى قد تفضي لحدوث تصلب بالشرايين وتعجل بظهور الأزمات القلبية والمخية ، أو قد تؤثر على نوع الأدوية الخافضة للضغط وجرعاتها.
4ـ وجود سبب مرضي لارتفاع الضغط يلزم علاجه جراحياً.


1ـ التأكد من ارتفاع ضغط الدم وتحديد شدته:
تعتبر هذه الخطوة بالغة الأهمية حيث يتوقف عليها تشخيص المرض. وهي تعتمد على قياس الضغط بدقة متناهية لعديد من المرات خلال الزيارات المتلاحقة إلى عيادة الطبيب ، وذلك بهدف التأكد من ارتفاع الضغط بصورة دائمة . وعادة ما تكون قراءة قياس الضغط في الزيارة الأولى للطبيب ،أعلى منها في الزيارات التالية ، لذا يجب عدم التسرع في تشخيص ارتفاع الضغط ، وتناول العلاج بناء على زيارة واحدة للطبيب. إلا أن الأمر يختلف بالطبع إذا كان هناك ارتفاع شديد في الضغط مع احتمال حدوث مضاعفات قد تهدد حياة المريض.

2ـ تشخيص حدوث مضاعفات للضغط:
يتأثر عدد من أجهزة الجسم المختلفة بارتفاع الضغط ، يأتي في مقدمتها القلب والكليتان وشرايين الجسم المختلفة. وعند ظهور هذه المضاعفات بأحد أجهزة الجسم ، يجب البدء فوراً ودون إبطاء في العلاج الدوائي للضغط ، الذي يهدف إلى تقليل الضغط إلى الحدود الطبيعية بقدر الإمكان.
وعلى الرغم من أن ارتفاع الضغط في حد ذاته لا يسبب شكوى للمريض ، فإن مضاعفاته في أجهزة الجسم المختلفة قد تؤدي إلى أعراض واضحة . فقد يتأثر القلب بارتفاع الضغط فيشكو المريض من النهجان و"كرشة النفس" ،ومن آلام بالصدر نتيجة ضيق الشرايين التاجية وتصلبها . وعند تأثر شرايين المخ بالضغط المرتفع ، يتعرض المريض لنوبات من التنميل أو الضعف في الأطراف أو الوجه أو اللسان ، وقد يصاب بشلل مؤقت في أحد الأطراف أو الإغماء. وقد ينتهي الأمر في الحالة الأخيرة إلى شلل دائم نتيجة حدوث جلطة أو نزيف بأحد شرايين المخ.أما المضاعفات التي تصيب الكلى ، فتؤدي إلى ظهور أعراض الفشل الكلوي ، مثل الصداع والعطش وفقدان الشهية والغثيان.
ويعتمد الطبيب في تشخيص الحالة على سؤال المريض ـ أثناء الفحص الاكلينيكي ـ عن هذه الأعراض المختلفة ، كما يقوم بفحص أجهزة الجسم المختلفة للكشف عن وجود علامات تضخم أو هبوط في القلب ، أو ضيق أو انسداد في أحد الشرايين الرئيسية ، أو تورم في الأطراف.

3ـ الكشف عن عوامل أخرى قد تعجل بتصلب الشرايين:
يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية لتصلب شرايين الجسم وظهور المضاعفات .لكن كثيراً من المرضى يعانون من أسباب مرضية أخرى ـ إلى جانب الضغط المرتفع ـ تعجل بتصلب الشرايين مثل : السمنة الزائدة وارتفاع نسبة الدهون والكوليسترول في الدم ، وزيادة مستوى السكر (مرض البول السكري) بالإضافة إلى عادة التدخين السيئة . ومن الأهمية بمكان الكشف عن وجود هذه العوامل والمبادرة بعلاجها.

4ـ اكتشاف سبب للضغط المرتفع يمكن علاجه جراحياً:
على الرغم من أنه في غالبية المرضى لا يوجد سبب محدد لارتفاع الضغط ، فإنه في حالات خاصة يمكن الاشتباه في أن يكون ضغط الدم المرتفع من النوع الثانوي الناتج عن حالة مرضية في الكلى أو الغدد الصماء أو غيرهما. وعموماً يشتبه في وجود سبب مرضي لارتفاع الضغط في الأحوال الآتية:
أ ـ ارتفاع ضغط الدم قبل بلوغ سن الثلاثين ، أو ظهوره بصورة مفاجئة بعد سن الخمسين.
ب ـ ارتفاع الضغط الشديد الذي لا يستجيب للعلاج.
جـ ـ ارتفاع الضغط المصحوب بأعراض أو شكوى خاصة مثل الصداع ـ العرق الغزير ـ كثرة البول ـ ضعف العضلات ـ ازدياد ضربات القلب ـ آلام البطن.

الفحوص المعملية لمريض ضغط الدم المرتفع
يتم إجراء هذه الفحوص بصفة روتينية ، وتتضمن:
1ـ فحص قاع العين:
في حالات ارتفاع ضغط الدم الشديدة التي أهمل علاجها ، تحدث تغيرات مرضية في شرايين شبكية العين ، وقد تتعرض هذه
Laboratory tests
الشرايين للرشح أو النزف . ويمكن الكشف عن هذه التغيرات بواسطة منظار فحص قاع العين ، ويعتبر ظهورها مؤشراً مهماً للبدء فوراً في العلاج الدوائي لارتفاع الضغط.
2ـ رسام القلب الكهربي:
يعطى هذا الفحص فكرة مبدئية عن مدى تأثر القلب بارتفاع ضغط الدم. فظهور علامات تدل على تضخم البطين الأيسر في رسام القلب الكهربي ، يعتبر من المؤشرات المهمة على تأثر عضلة القلب بالضغط المرتفع ، مما ينبئ بأن المريض معرض أكثر من غيره لحدوث مضاعفات خطيرة وأزمات قلبية . كذلك قد يبين رسام القلب علامات قصور بالدورة التاجية ، أو انسداد قديم بأحد الشرايين التاجية . وفي حالات معينة يمكنه تشخيص الخلل في تركيز أملاح الدم ، خاصة البوتاسيوم.
ويجب فحص مرضى الضغط بالرسام الكهربي للقلب دورياً كل ستة شهور أو سنة على الأكثر حسب الحالة ، وذلك لمتابعة العلاج والاكتشاف المبكر لأي مشاكل في الدورة التاجية قد تستدعي تغيير العلاج أو إجراء مزيد من الفحوصات.
3ـ تحليل البول:
من العلامات الدالة على اعتلال الكليتين ، وجود الزلال في البول. وفي غياب الأسباب الأخرى للزلال مثل : الصديد أو الأملاح أو التهاب المثانة أو الحصوات ، فإن ظهور الزلال في البول يعني في الغالب أن ارتفاع الضغط ناتج عن مرض بالكليتين . ويفيد تحليل البول في الكشف عن السكر في البول ، كذلك قد يبين وجود أسطوانات أو كرات بيضاء وحمراء مما قد يستدعي إجراء مزيد من الفحوصات.
4ـ تحديد مستوى البولينا والكرياتنين في الدم:
تشير زيادة مستوى البولينا والكرياتنين في الدم إلى وجود مرض في الكليتين يكون مسئولاً عن ارتفاع ضغط الدم . ومن ناحية أخرى ، فإن الفشل الكلوي قد يؤثر في كل من نوع وجرعة العلاج المستخدم لتقليل ضغط الدم.
5ـ تحديد مستوى السكر والكوليسترول في الدم :
كثير من حالات ارتفاع الضغط تصاحبها زيادة في معدلات السكر والكوليسترول والدهون بالدم. ويعتبر اكتشاف هذه الزيادة مبرراً قوياً للإسراع بالعلاج الدوائي للضغط المرتفع للوصول به إلى الحدود الطبيعية ، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي خاص. وفي بعض الحالات نلجأ إلى استعمال نوع خاص من العقاقير الخافضة للضغط.
6ـ تحديد مستوى البوتاسيوم في الدم:
يتأثر مستوى البوتاسيوم في الدم ببعض العقاقير الخافضة للضغط مثل مدرات البول. كذلك فإن الأمراض التي تصيب قشرة الغدة فوق الكلية وتصحبها زيادة في مستوى إفراز هرمون الألدستيرون في الدم ، تؤدي إلى تقليل نسبة البوتاسيوم في الدم بدرجة كبيرة مع زيادة تركيزه في البول. ويرتفع مستوى البوتاسيوم في حالات الفشل الكلوي أو تحت تأثير تعاطي بعض الأدوية.

فحوصات معملية أخرى قد يحتاجها مريض الضغط
قد يوصي الطبيب بمزيد من الفحوصات المعملية عند الاشتباه في وجود سبب معين لارتفاع الضغط ، أو عند ظهور مضاعفات للضغط المرتفع . وتشمل هذه الفحوصات ما يلي :
ـــ فحص البطن بالموجات فوق الصوتية للتعرض على حالة الكليتين وحجمهما ، والكشف عن أي أورام بالغدة فوق الكلية.
ـــ جمع البول على مدار 24 ساعة ، ثم تحليله لمعرفة كمية الأملاح والهرمونات مما يفيد في تشخيص بعض أمراض الغدد الصماء.
ــ تحليل الدم لقياس مستوى بعض الهرمونات التي تسبب ارتفاع ضغط الدم . وتظهر هذه الهرمونات نتيجة وجود خلل بالغدد الصماء.
ــ فحص شرايين الكليتين بالأشعة والحقن الصبغي ، وذلك لتشخيص أي ضيق بها.
ــ فحص شرايين الكليتين بالموجات فوق الصوتية ، وطريقة الدوبلر لتشخيص أمراض الشرايين.
ــ فحص البطن بالأشعة المقطعية والكمبيوتر أو بالرنين المغناطيسي ،وذلك لتشخيص أمراض الغدة فوق الكلية ، أو تمدد الشريان الأورطي بمنطقة البطن.
ــ فحص القلب بالموجات فوق الصوتية لتقدير كفاءة عضلة القلب ولتشخيص تضخم البطين الأيسر ، وذلك عند وجود شكوى للمريض من صعوبة في التنفس أو ألم بالصدر ، أو عند وجود ارتفاع متذبذب في ضغط الدم.
ـــ عمل مزرعة للبول عن وجود صديد أو اشتباه في التهاب ميكروبي بحوض الكلى.
ــ استخدام المواد المشعة مثل مركبات اليود ، وذلك لتحديد الأورام التي تصيب الفص الداخلي للغدة فوق الكلية.
ــ تسجيل ضغط الدم على مدار 24 ساعة باستخدام جهاز القياس المحمول ، وذلك عند الاشتباه في وجود : ارتفاع ضغط الرداء الأبيض" ، أو عند عدم استجابة الضغط للعلاج.